نلاحظ أن اهتمام الشباب (وأعني الذكور والإناث) في أعمار لا تتجاوز 20 سنة غالباً ما تغلب عليها أمور غير ذات أهمية للمجتمع وتتعلق بالمظاهر، وهذا ليس لدينا فقط بل في كثير من البلدان والثقافات. السبب الأول هو طبيعة هذا العمر. إن الإنسان بتصرفاته وصفاته واهتماماته إنما يتمثل بدماغه، ويتركز التفكير المنطقي العاقل في المنطقة الجبهية من الدماغ Frontal Lobe وهي المسؤولة عن صفات التعقل والرشد. هذه المنطقة لا يكتمل نموها إلا في بدايات العشرينات من العمر، وهي موجودة منذ ولادة الإنسان طبعاً ولكنها تنمو وتتطور تبعاً للبيئة المحيطة. في الحقيقة قد لا يكون هذا المكان مناسباً لمناقشة القضية من ناحية علمية، ولكن بوجهة نظري فإن هذه الناحية هامة جداً ويجب أخذها بعين الاعتبار حين الحديث عن هذه الفئة من الشباب.
قد يخيّل إلى البعض الآن أنني أرجع السبب إلى التكوين العضوي للجسم فقط لا غير لذا أستدرك وأقول:
كيف تتكون هذه المنطقة من التفكير وكيف يتشكل لدى الانسان نمط معين من التفكير؟ كيف تتحدد ملامح شخصيته واهتماماته؟ لنبدأ مع هذا الشاب من بداية حياته حتى نعرف لماذا انتهى به الأمر لدى الاهتمام بظواهر الأمور التي لا طائل من ورائها. يتأثر تصرف الطفل كثيراً بالبيئة المحيطة من والدين وأصدقاء ومعلمين. وإن أكثر ما يشكل شخصية الطفل: التربية والتعليم. التربية في البيت والتعليم في المدرسة. عندما يربى الطفل التربية الصحيحة ويتلقى التعليم الذي يحفزه على التفكير لا على التلقي فحسب، حينها تحصل على إنسان يدرك أولويات