[أورد ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا)،وقال عبد الرزاق عن ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: كان عبدالله بن رواحة واضعاً رأسه في حجر امرأته فبكى فبكت امرأته قال ما يبكيك؟ قالت رأيتك تبكي فبكيت، قال ذكرت قول قول الله عز وجل (وإن منكم إلا واردها) فلا أدري أنجو منها أم لا ــ وفي رواية ــ وكان مريضا ].
وإن المرء ليعجب من هؤلاء العظماء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،فهم قد فهموا الإسلام عميقا وغير متكلف، فهموا الإسلام بشموله، وأعطوا كل ذي حق حقه، فأعطوا حقوق أزواجهم كما أمرهم الله، فإن كثيرا منا يتخيل الصحابة ليسوا عندهم وقت ليفرغوا أنفسهم لزوجاتهم ويجلسوا مع زوجاتهم هذه الجلسة(الرومانسية) التي كلها رحمة ومودة وحب، هذه الجلسة التي لم تمنع الصحابي الجليل أن يتذكر قوله تعالى(وإن منكم إلا واردها) ويبكي هذا البكاء المرير،فتبادله زوجته نفس شعوره فتبكي لبكاءه،
إن تعلق الصحابي الجليل بالآخره لم يمنعه أن يجلس مع زوجته هذه الجلسة التي كلها رحمة ومودة.
وقد نتساءل من منا يربط عل كتف زوجته ويشكرها لأنها تقوم بخدمته وخدمة أولاده!
من منا يقوم بدعابة زوجته وأولاده فيريحهم من عناء الحياة!!
من منا يفعل ما كان يفعله عبدالله بن رواحة مع زوجته رضي الله عنهما ويجلسان هذه الجلسة التي كلها رحمة ومودة!!!
من منا ..... من منا.......!! وقليل ما هم،
إن علاقة الأزواج مع بعضهم البعض من أعظم العلاقات الإجتماعية وأنبلها ولذلك:
فإن بيوتنا بحاجة لاقتفاء آثار الأصحاب في علاقتهم بأزواجهم لينيروا لنا الطريق، وكيف كانت بيوتهم وعلاقتهم مع بعضهم البعض، لنجعل بيوتنا عامرة بالحب والرحمة والمودة حتى تكون بيوتنا لبنة قوية ومتينة في بناء المجتمع المسلم المنشود.
وفق الله الجميع لما فيه الخير لأمتنا ولديننا.